الٍٍـسٍـٍـ عٍلٍيكٍـٍـٍمٍـٍ ورحٍـٍمٍـٍـٍ الٍلٍه ـٍـٍة وبٍـٍركٍـٍاٍتٍـٍهٍ ـٍــلامٍـٍ
حكمة دعاء النوم :
لقد علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل شيء في
حياتنا اليومية .
وعند النوم هنالك وضعية يجب على المؤمن أن يتقيد بها ،
وهي أن ينام على جنبه الأيمن .
يقول الرسول الأعظم - عليه الصلاة والسلام - :
" إذا أتيت مضجعك ؛
فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن
ثم قل :
اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري
إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ،
آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيِّك الذي أرسلت .
فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر
ما تتكلم به " .
[ رواه البخاري ومسلم ]
في هذا الحديث عدة معجزات كشفت
عنها الأبحاث العلمية حديثا علميًا ونفسيًا :
1ـ هنالك فوائد عظيمة للوضوء !
فكما نعلم عندما يأوي الإنسان إلى فراشه للنوم فإنه
سيبقى عدة ساعات نائمًا ، وهذه الفترة مناسبة لنموّ
وتكاثر مختلف أنواع الجراثيم التي علقت في جسمه
خلال اليوم ، لذلك فإن الوضوء يقوم بتنظيف معظم
هذه الجراثيم .
إن مضمضة الفم أثناء الوضوء تخلص الفم من ملايين
الجراثيم الموجودة فيه ، والتي لو تركت لزاد عددها أضعافا
خلال فترة النوم .
كما أن تنظيف الأنف باستنشاق الماء يخلصه من عدد كبير
من الغبار والجراثيم العالقة به .
كما أن غسل الوجه واليدين في عملية الوضوء يزيل معظم
الغبار والجراثيم العالقة على الجسد والتي تعيق عمل خلايا
الجلد وتسدّ مساماته .
إذن :
نظافة الجسم قبل النوم ضرورية للوقاية من العديد من أمراض
الفم والأنف والجلد وغيرها .
2ـ ما هي فائدة الاضطجاع أو النوم على الشق الأيمن
( الجانب الأيمن للجسم ) ؟
إن النوم على الجنب الأيمن يخفف ضغط الرئة على القلب ،
فكما نعلم يقع القلب على الجانب الأيسر وإذا نام الإنسان على
هذا الجانب الأيسر فإنه يسبب ضغط الرئة عليه ويعيق عمله .
أما الكبد الذي يقع على الجانب الأيمن يستقر عمله عند النوم
على الجنب الأيمن وتستقر عليه المعدة براحة مما يسهل عمل
المعدة وهضم ما بقي فيها من الطعام .
3ـ في هذا الحديث إعجاز نفسي أيضًا !
فكما نعلم عندما يذهب الإنسان للنوم يكون محمَّلاً بأعباء
نفسية طيلة يومه كل هذه الأحداث سوف تتفاعل عند نومه
وقد تسبب له أحلامًا مزعجة أو عدم استقرار في النوم .
لذلك جاء الهدي النبوي ليأمرنا بتفريغ الشحنات النفسية
المزعجة قبل النوم من خلال الالتجاء إلى الله تعالى
والاعتراف بتسليم الأمر لله تعالى .
إن هذا الدعاء مع اليقين به يخلِّص المؤمن من مختلف
الاضطرابات النفسية الناتجة عن حياته اليومية .
وتأمل معي قوله - عليه الصلاة والسلام - :
" وفوضت أمري إليك " !
إنه تصريح من المؤمن واعتراف بتفويض كل أمره وهمومه
ومشاكله ومصاعبه إلى الله تعالى .
إن بقاء هذه الهموم النفسية قد يؤدي إلى تراكمها وتفاقمها
وتحولها إلى أمراض نفسية .
وهذا ما نجده عند غير المؤمنين الذي يعانون من القلق والاكتئاب
ومختلف الانفعالات النفسية .
ومع هذا الدعاء لا داعي للقلق لأن الله تعالى سيتولى حلّ الصعوبات
التي تعترض المؤمن ، ولا داعي للاكتئاب لأن رب العلمين سبحانه
سيعالج الأشياء التي لا يرضى عنها المؤمن ويجعله راضيًا قانعًا
بما قسم له الله من الرزق والقدر .
ولا داعي للخوف لأن الالتجاء والاحتماء بالله تعالى هو أفضل
وسيلة لعلاج الخوف ، فكيف يخاف المؤمن والله معه ؟
إذن :
في هذا الحديث النبوي الشريف علاج لأمراض القلب
المادية والنفسية .
فهل نطبق هذا الشفاء النبوي الذي لا يستغرق سوى بضع
دقائق كل ليلة ؟
وهل هنالك أجمل من أن تكون حياتنا مثل حياة خير البشر
- عليه الصلاة والسلام - ؟